ما أشبه الأمس بالبارحة
كانت مخطوطة نادرة خطها العلامة الراحل صاحب الألف كتاب ومدونة ( جمال محمود ماهر) أمضى فيها عمراً قارب المائة سنة ارتحل فيها بين دول العالم الاسلامى وغيره و حاور خلالها علماء عصره نابغيهم ومنكريهم، وأبدع فى رسم الخرائط وتكوين الأجسام الهندسية .. وخلع عليه السلطان "سمير محمود عثمان" أخر السلاطنة العثمانيين عباءته وعينه وزيراً للشئون البرلمانية .
يقول فيها:
لم تكن حبات الرمل فى تلك الساعة الرملية قد تجاوزت الثُلث العُلوى بعد ما يعنى أن الليل ما زال فى منتصفه عندما قرر" محمد على بك الكبير أن الوقت قد حان لعمل شيئاً كبيراً ينهى كل تلك المهازل، فمنذ نصف شهر تقريباً قد قرر الباب العالى إرسال جيشاً كبيراً لمحاربة أتباع محمد عبد الوهاب فى جزيرة العرب ومنع إنتشار الفاشية فى المزيد من أجنحة الإمبراطورية العثمانية التى كانت تعانى بدورها من القلاقل الداخلية وحرب ضد روسيا. كان أكثر ما يُقلق محمد على فى تلك الفترة هى السيطرة على الجيش الذى بدأ تكوينه فى مصر، فالمماليك ما زالوا بالصعيد يحاولون لم شتاتهم والقيام بما يشبه الثورة الرجعية المضادة عليه مرة أخرى، فبالتالى لن يكون سهلاً جداً إتخاذ قرار الحرب وإرغام المماليك وأتباعهم على الإنضمام للجيش، قرر محمد على وقتها الإجتماع مع لاظوغى وطاهرقوش فى إجتماع سرى دام طويلاً مما جعل الحرس يظنون فى محمد على الظنون خصوصاً وأن طاهر قوش كان وسيماً أمرداً إبن الستة عشر عاماً، لكن الإجتماع إنتهى مع ساعات النهار المتأخرة ليدعو بعدها محمد على باشا أمراء المماليك لما أسماه (بحفلة توديع الجنود الذاهبون للجيش فى الحرب على الإرهاب - Egypt vs Terrorism)
فلما توافد أمراء المماليك على القصر وبدأ الإحتفال بعد صلاة العشاء بقراءة سورة يس وما تيسر من سورتى الإخلاص والفلق تكلم محمد على باشا وتحدث عن خطورة الوضع فى شبه جزيرة العرب وإستغلال محمد بن عبدالوهاب لفقر المواطنين لزرع بذور التطرف والكراهية وتقويض الدولة، وعن حاجة الدولة المصرية للقضاء على تلك الميلشيات التى تهدد التجارة المصرية والأمن الإمبراطورى، وطلب من الحضور الإدلاء بأرائهم فى كيفية التصرف حيال الأزمة.
فى البدء قام الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد بالكلام، فبدأ بالتوحيد ثم صلى على رسول الله وعلى آل بيته وصحابته، ثم حمد الله وسبحه ثم توضأ وصلى ركعتين ثم قال: إنه يعلم إن محمد عبدالوهاب قد اتفق مع إبن سعود على أن يغيروا على المناطق المحيطة بيهم بحيث تقسم الغنائم: خمساً لإبن سعود والباقى للجند ثلثاً للمشاة والثلثين للخيالة(المصدر: ويكيبيديا)
وأضاف أنه يرى أن تلعب الدولة العثمانية على وتر التفرقة وعقدة النقص بين المشاة والخيالة فتتفكك أواصر الفاشية الجديدة.
ابتسم له محمد على فى صمت ثم طلب من الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد الكلام، فقال أنه حين كان حاجاً لبيت الله الحرام اشتريت لأمى إسدالاً للصلاة من بائع وهابى، فسألنى البائع هل تعرف بديع الزمان الهمذانى؟ قلت :لا. ولكن اعرف عثمان الموصلى، فتورد وجهه كأنما قد قبلته شهرزاد فى فمه.
وظل الحديث هكذا، والكل يردد كلاماً بلا طائل، وهم لا يدركون أن مندوباً عن محمد عبدالوهاب حاضراً معهم. فلما إنتهوا من كلامهم قام محمد على وتعلل بعذر قهرى وإنسحب الحرس واحداً تلو الآخر تاركين المجال للمندوب الوهابى ليفعل ما يشاء.
المصادر: (ويكيبيديا، جوجل، الإنترنت)
كانت مخطوطة نادرة خطها العلامة الراحل صاحب الألف كتاب ومدونة ( جمال محمود ماهر) أمضى فيها عمراً قارب المائة سنة ارتحل فيها بين دول العالم الاسلامى وغيره و حاور خلالها علماء عصره نابغيهم ومنكريهم، وأبدع فى رسم الخرائط وتكوين الأجسام الهندسية .. وخلع عليه السلطان "سمير محمود عثمان" أخر السلاطنة العثمانيين عباءته وعينه وزيراً للشئون البرلمانية .
يقول فيها:
لم تكن حبات الرمل فى تلك الساعة الرملية قد تجاوزت الثُلث العُلوى بعد ما يعنى أن الليل ما زال فى منتصفه عندما قرر" محمد على بك الكبير أن الوقت قد حان لعمل شيئاً كبيراً ينهى كل تلك المهازل، فمنذ نصف شهر تقريباً قد قرر الباب العالى إرسال جيشاً كبيراً لمحاربة أتباع محمد عبد الوهاب فى جزيرة العرب ومنع إنتشار الفاشية فى المزيد من أجنحة الإمبراطورية العثمانية التى كانت تعانى بدورها من القلاقل الداخلية وحرب ضد روسيا. كان أكثر ما يُقلق محمد على فى تلك الفترة هى السيطرة على الجيش الذى بدأ تكوينه فى مصر، فالمماليك ما زالوا بالصعيد يحاولون لم شتاتهم والقيام بما يشبه الثورة الرجعية المضادة عليه مرة أخرى، فبالتالى لن يكون سهلاً جداً إتخاذ قرار الحرب وإرغام المماليك وأتباعهم على الإنضمام للجيش، قرر محمد على وقتها الإجتماع مع لاظوغى وطاهرقوش فى إجتماع سرى دام طويلاً مما جعل الحرس يظنون فى محمد على الظنون خصوصاً وأن طاهر قوش كان وسيماً أمرداً إبن الستة عشر عاماً، لكن الإجتماع إنتهى مع ساعات النهار المتأخرة ليدعو بعدها محمد على باشا أمراء المماليك لما أسماه (بحفلة توديع الجنود الذاهبون للجيش فى الحرب على الإرهاب - Egypt vs Terrorism)
فلما توافد أمراء المماليك على القصر وبدأ الإحتفال بعد صلاة العشاء بقراءة سورة يس وما تيسر من سورتى الإخلاص والفلق تكلم محمد على باشا وتحدث عن خطورة الوضع فى شبه جزيرة العرب وإستغلال محمد بن عبدالوهاب لفقر المواطنين لزرع بذور التطرف والكراهية وتقويض الدولة، وعن حاجة الدولة المصرية للقضاء على تلك الميلشيات التى تهدد التجارة المصرية والأمن الإمبراطورى، وطلب من الحضور الإدلاء بأرائهم فى كيفية التصرف حيال الأزمة.
فى البدء قام الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد بالكلام، فبدأ بالتوحيد ثم صلى على رسول الله وعلى آل بيته وصحابته، ثم حمد الله وسبحه ثم توضأ وصلى ركعتين ثم قال: إنه يعلم إن محمد عبدالوهاب قد اتفق مع إبن سعود على أن يغيروا على المناطق المحيطة بيهم بحيث تقسم الغنائم: خمساً لإبن سعود والباقى للجند ثلثاً للمشاة والثلثين للخيالة(المصدر: ويكيبيديا)
وأضاف أنه يرى أن تلعب الدولة العثمانية على وتر التفرقة وعقدة النقص بين المشاة والخيالة فتتفكك أواصر الفاشية الجديدة.
ابتسم له محمد على فى صمت ثم طلب من الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد الكلام، فقال أنه حين كان حاجاً لبيت الله الحرام اشتريت لأمى إسدالاً للصلاة من بائع وهابى، فسألنى البائع هل تعرف بديع الزمان الهمذانى؟ قلت :لا. ولكن اعرف عثمان الموصلى، فتورد وجهه كأنما قد قبلته شهرزاد فى فمه.
وظل الحديث هكذا، والكل يردد كلاماً بلا طائل، وهم لا يدركون أن مندوباً عن محمد عبدالوهاب حاضراً معهم. فلما إنتهوا من كلامهم قام محمد على وتعلل بعذر قهرى وإنسحب الحرس واحداً تلو الآخر تاركين المجال للمندوب الوهابى ليفعل ما يشاء.
المصادر: (ويكيبيديا، جوجل، الإنترنت)